Sunday 7 December 2025

سنوات عجاف وتنمية مغيبة وفضائح بالجملة ومطالب بالتحقيق مع مسؤولين جماعيين:

سفيان لفضالي

توشك السنوات الست العجاف تنقضي على عين حرودة وهي لاتزال تتثاءب من نومها العميق،وضع جامد وجسد كسيح لا يقدر على النهوض والمراوحة أشبه بمن فاته القطار.

وتعتبر عين حرودة اليوم في نظر المتتبعين الصورة المثالية للمغرب الذي وصفه صاحب الجلالة في خطبه المنيرة بالمغرب الذي يسير بسرعتين،قطار التنمية فائق السرعة الذي تتخلله المشاريع الكبرى والبرامج الطموحة وانجازات مهمة على صعيد البنى التحتية وتشييد المرافق والمؤسسات وبرامج انعاش الشغل ومحاربة البطالة وتقليص الفوارق وتقريب الإدارة من المواطنين وتحسين الخدمات… بينما يظل المغرب الآخر متجمدا في مكانه جراء سوء التسيير وضعف التكوين والافتقار الى التجربة والتورط في فضائح قانونية.

وتظهر على هذا الجانب جماعة عين حرودة كأبرز صورة تلخص درجات الجمود والتخلف عن ركب التنمية لأسباب متعددة يجملها السيد أنيس الداودي احد مستشاري المعارضة في مكالمة هاتفية معه أن مسببات الفشل على مستوى التسيير لا يمكن حصرها في سبب او سببين وإنما هي أسباب موضوعية تبتدئ من لحظة الترشح لخوض غمار الانتخابات التي يستعمل فيها المال لشراء الذمم بدلا من عرض البرامج والمشاريع الى لحظة تشكيل المجالس الجماعية وتهريب المنتخبين واحتجازهم في فيلات وفنادق مما يطرح السؤال عريضا عن مسؤولية الشعب والفئات التي صوتت على مثل هذه الدمى المتحركة التي تقبل بمثل هذا الوضع المخزي والتي كانت تصول وتجول في الحملات الانتخابية وتدعي الإصلاح وطرح البرامج والمشاريع قبل ان تكتشف حقيقتهم داخل أسوار مغلقة منزوعين حتى من هواتفهم أشبه بالمسجونين إن لم أقل كالعبيد.

هذا الوضع هو نفسه الذي يتجسد في هيكلة مكاتب تسيير الجماعات بحيث يستفرد دائما رؤساء المجالس بالقرارات ولا يقبلون بأي رأي مخالف او اصبع يرفع اللاءات في وجههم والاستعاضة عنهم بمنتخبين ضعفاء لا يفقهون شيئا في التسيير واتخاذ القرارات الصائبة كما لفت المستشار أنيس الداودي ان التلاعب بصفقة النظافة سنة 2022 من طرف المكتب المسير ورئيس مصلحة الأشغال بفعل التزوير الفاضح في دفتر التحملات ودخول الفرقة الوطنية للشرطة القضائية على الخط وضع رئيس المجلس الجماعي السيد محمد الضاوي تحت الأضواء الكاشفة لوزارة الداخلية خاصة في ظل السمعة السيئة لبعض الموظفين وكان جديرا حسب تصريح المستشار الجماعي تغييره من على رأس المصلحة المتورطة في الفضيحة لكن ذلك لم يحدث مما ساهم في استمرار الوضع عما هو عليه ويبدو ان الاطماع والتفكير في المصالح الشخصية هزم الحكمة وانتصر على الموضوعية بحيث كان من الأحسن تعيين الموظفة فاطمة تابعلوت المشهود لها بالنزاهة لإعطاء صورة جديدة عن الجماعة لحلحلة الأزمة لكن أنانية الرئيس ونوابه جعلتهم يتمسكون بموظف احرق جميع أوراقه في نظر وزارة الداخلية.

ان ما تعيشه جماعة عين حرودة من أزمات ومشاكل وفضائح لم يعد حبيس الجلسات والدورات وإنما تعداه الى الجلسات اليومية للعائلات ورواد المقاهي وللساكنة التي تعتبر المجلس الحالي أسوأ مجلس في تاريخ المنطقة على الإطلاق مسجلين العديد من النقاط مثل قبول الآراء المخالفة ورفع دعاوى قضائية ضد كل من تجرأ على توجيه النقد لسوء تصرف وسلوك المسؤولين وضعف تسييرهم كما تستغرب الساكنة قرار عقد الدورات المغلقة للتهرب من مواجهة المواطن في حين يعتبر اليوم الوصول الى المعلومة احد مؤشرات المجالس المواطنة والمنفتحة.

ونحن نكتب هذا المقال بموقع الشروق المغربية  بلغ الى علمنا إقدام رئيس مصلحة الأشغال بجماعة عين حرودة على رفع شكاية ضد مستشار المعارضة انيس الداودي بدعوى التشهير والذي رفضه هذا الأخير معتبرا ان رفع الشكاوى ومقاضاة المستشارين ليس سوى هجوم مضاد فاشل ووسيلة من وسائل تلجيم الافواه واخراس الأصوات المنتقدة لوضعية الجمود وهدر الزمن التنموي وان هذا لن يثني المستشارين عن القيام بأدوارهم الدستورية وفضح كل مسؤول متورط في قضية فساد واعتبر المستشار انه يوجد خلف هذا الموظف مسؤولون آخرون اوعزوا له بذلك ظنا منهم ان الظلام الذي خيم على عين حرودة بفضلهم سوف يحجب الرؤية عن سلوكهم وفضائحهم متوعدا بالكشف عن عدة امور وملفات سوف يكشف عنها في حينها .

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *