د. عبد اللطيف سيفيا
بقية الحديث … في زيارة خاطفة قمت بها إلى بعض مواقع التواصل الاجتماعي مساء أمس الأحد استوقفني موقف إحدى الهيئات الحقوقية محاولة غرس أصبع اتهامها في عين جنود السلطة الرابعة متهمة ٱياهم بانعدام المهنية والاحترافية والتطفل على الميدان الصحفي ناعتين إياهم بأبشع النعوت ومحرضين جهات معينة على اتخاذ التدابير الرادعة في حقهم وجميع الطرق الزجرية للحد من نشاطهم الصحفي الجريء والفاضح لأوجه الفساد والتمادي في عدم تحمل بعض الجهات مسؤوليتها ، مفضلين صحافة الدف والطبل والنكافات والدقة المراكشية وقولوا العام زين ، ناسين دور الصحافة في فضح الفساد وكبح عجلته مثلما حدث في عدة نازلات صدمت الرأي العام الوطني والدولي كقضية نائب وكيل الملك والشرطي الذي قام باكتراء بذلته الوظيفية والعديد من الأمنيين الذين توبعوا بالتزوير والانخراط في عمل العصابات المنظمة وملفات أخرى شائكة أخذها السيد الحموشي بقبضة من حديد ، بحيث لا يمكن إنكار دور صاحبة الجلالة السلطة الرابعة في الغوص في دواليبها وإثارة أسبابها وحيثياتها لتحظى باهتمام أهل الشأن لتسلك طريقها نحو العدالة ، مما يشير إلى فساد بعض عناصر بعض الأجهزة الحساسة والمسؤولة ، الذين يشكلون حالات استثنائية يتوجب الحد من تصرفاتها اللامسؤولة ، حتى لا تسيء إلى بقية العناصر التي تعمل جاهدة على تطبيق الأوامر وتحمل المسؤولية بكل مهنية ووطنية وضمير حي .
فليس من اختصاص الهيئات الحقوقية تبخيس عمل جيوش السلطة الرابعة ولا إهانتهم أو محاسبتهم على نقل المعلومة ومحاولة صدهم على القيام بواجبهم الوطني والمهني ومحاولة خلق البلبلة بين صفوفهم ابتغاء التفرقة أو زرع الفتنة في الجسم الصحفي ، عوض التنويه بعمله الدائم ليل نهار جادا في نقل الحقائق وتنوير الرأي العام والمسؤولين ، حتى يكون الجميع على بينة من الأمر وحول ما يحدث من خروقات وتجاوزات قد تسيء إلى النظام و المشهد السياسي والاجتماعي و…وغير ذلك ، مما يمكن أن يسير عكس توجهات ملك البلاد الرامية إلى الدفع بوثيرة النمو نحو الازدهار والتقدم تبعا لتطلعات الملك والشعب .
فعلى الجميع أن يعلم بأهمية دور الصحافة وما تقوم به على جميع الأصعدة من فعالية وفاعلية في التوعية والتحسيس ، وجعل الكل يساير ما يحدث في محيطه الضيق والواسع من أحداث ، ليساير الركب ويتفاعل معها حسب إمكانياته وتوجهاته وطموحه وأهدافه وتطلعاته ، بدل أن تلفه عتمة الجهل ويقعد حسيرا متكلا على أصحاب القرار الذين يتلاعبون بمصير البلاد والعباد…
فالصحافة هي مرآة تعكس ما يحدث في الواقع ، وعين المواطن والمسؤول على السواء التي يتتبع بواسطتها ما يقع من مستجدات تخص الشأن المحلي والوطني والدولي ، وتجعل المتتبع يعرف موقعه من الإعراب ، وتعمل على خلق التواصل بين الفعاليات والنسيج السياسي والجمعوي والثقافي والحضاري والاقتصادي وغير ذلك، لخلق نوع من التعاون والتعايش بين كل الجهات والمؤثرات وجعلها تشارك في وضع خطة طريق تؤدي إلى المصلحة العامة والإيجابية التي تجمعهم تحت سقف واحد يحفظ للإنسانية حقوقها وكرامتها…
لهذا فلا يجب أن نبخس من قيمة جنود السلطة الرابعة والتشكيك في قدراتهم ونواياهم بمجرد رصدهم لبعض الوضعيات المشبوهة التي جعلوها تطفو على السطح بدل غض الطرف عليها وتركها قابعة في القعر حتى تصدأ وتتسبب في عاهات مهنية ومجتمعية وسياسية وأمنية و… والفاهم يفهم … وتتفشى عدواها فتصبح بذلك وباء على البلاد والعباد ، ينضاف إلى وباء كورونا الذي قهرنا وبعثر أوراقنا ، فنصبح بؤرة للأوبئة وتأخذنا الجائحة إلى غير رجعة …فهل يرضيكم هذا ؟ …سير أوا خلي عليك الذبان ترانكيل… وللحديث بقية.