الشروق المغربي
بقية الحديث … تتوالى الضربات الموجعة على النظام الجزائري منذ مدة ، مما جعل نظام العسكر يئن تحت آلامها ويجعل أوراقه الذابلة تتساقط الواحدة تلو الأخرى لتنكشف ألاعيبه وتنفضح سياسته المبنية على الكذب والبهتان اللذين يمارسهما على المنتظم الدولي ، هذا الأخير الذي ما فتئ يفطن لتمويه الحقائق الذي يكرسه الحكام الجزائريون في حق الجارة المغربية على الخصوص ومنطقة شمال لإفريقيا على العموم باختلاق المشاكل والأطروحات المبتدعة كأطروحة البوليساريو التي أراد بها باطلا وفتنة وتفرقة بالمنطقة تنكيلا في جارته المملكة المغربية وضدا في وحدتها الجغرافية الضاربة في التاريخ والمشهود بصحتها عبر الأزمنة ، مما يزيل أي شك حول الوحدة الترابية للمملكة بفضل الروابط السياسية والجغرافية والاجتماعية التي تجمعها كروابط البيعة وغيرها والمسجلة عبر مئات السنين ، والتي كانت ولازالت إلى حد الآن تؤكد بكل قوة وفي صور تنفض الغبار وتزيل كل شك بارتباط الاقاليم الصحراوية وسكانها ومسؤولي قبائلها بعرش وملوك المملكة المغربية الشريفة ، الذين عبروا ويعبرون عن مدى تمسكهم بكل حبة رمل تمثل هذه الأقاليم الصحراوبة واعتبارها جزءا لا يتجزأ من تراب المملكة ولا يمكن التنازل عنه مهما تطلب الامر ذلك .
وقد عملت المملكة المغربية كل ما في وسعها للدفاع بكل ثقة عن وحدتها الترابية في المحافل الدولة السياسية والدبلوماسية والقانونية لتحظى باحترام العديد من الهيئات والدول التي اعترفت بمصداقية موقف المملكة وقررت الاعتراف به لتؤكد جلها ذلك بفتح قنصليات تمثلها بأرض الصحراء المغربية وخير دليل على ذلك المقرات التي دشنتها بمدينة الداخلة المغربية ونقل عدد من مراكزها الصناعية والاقتصادية إليها مساهمة منها في تنمية المنطقة الجنوبية الصحراوية من المملكة المغربية .
وسيرا على نفس النهج ، وبعد اشتراط العاهل المغربي محمد السادس النظر إلى علاقة المغرب بالدول الأخرى من باب منظار ملف الصحراء المغربية والوحدة الترابية للمملكة ، فإن العديد من الدول لم تجد بدا من السير في نفس المسار الذي اتخدته الدول التي سبقتها وعملت على أخذ الرسالة الملكية بعين الاعتبار والاهمية ، بحيث كشف الموقع الرسمي لمؤسسة جيبولتيكا-آفاق أن دولة فرنسا قررت رسميا فتح قنصلية لها بالصحراء المغربية.
وحسب موقع المؤسسة فإنه من مصدر في قصر الإليزيه أن فرنسا تعتزم فتح قنصلية عامة ومعهد ثقافي فرنسي في مدينة العيون، كأول تمثيل دبلوماسي أوروبي في الأقاليم الجنوبية للمغرب.
وتأتي هذه الخطوة التاريخية بعد ثلاثة أشهر من إعلان باريس اعترافها بالسيادة المغربية على الصحراء.
ومن المتوقع أن يتم الإعلان الرسمي عن هذه الخطوة خلال خطاب الرئيس الفرنسي ماكرون أمام البرلمان المغربي في 29 من أكتوبر الجاري.
كما سيتم افتتاح القنصلية العامة في منطقة إدارية في شارع السلام بمدينة العيون، مع تحديد تاريخ 6 نوفمبر، المتزامن مع ذكرى المسيرة الخضراء، لبدء عملها.
وتهدف هذه التمثيليات الجديدة إلى دعم الاستثمارات الفرنسية المتنامية في جنوب المملكة، خاصة في مجال الطاقات المتجددة.
أكثر من ثلاثين دولة، معظمها أفريقية وعربية، لديها بالفعل قنصليات في العيون أو الداخلة.
ومن المفترض أن يمهد الوجود الفرنسي الطريق أمام دول أخرى في الاتحاد الأوروبي.
ويأتي النظام ضمن سلسلة من الاتفاقيات الكبرى المتوقعة في المجالات الصناعية والاقتصادية والأمنية.والأمنية.
وهكذا تكون فرنسا قد وجهت ضربتها القاضية للنظام الجزائري ليغمى عليه ثم يفيق على حقيقة غباء مسؤوليه وفشلهم ، وأن ما يروجه من ترهات ويتبناه من أكاذيب وتلفيقات قد فطن تنبه لها الجميع وجعل حلفاءه يتنكرون له ولا يخضعون لوعوده وعروضه المغرية التي تفوق الملايير من الدولارات والمتمثلة في ما أصبح يدللـه من أثمان غاز وبترول وذهب و… لاستمالة الدول وجعلها تقبل بأطروحاته الهرائية وتسانده في تحقيق أحلامه الواهية وسياساته الشيطانية ، والسخاء على الدول الغربية بخيرات الجزائر وثرواتها على حساب تجويع الشعب الجزائري وحرمانه من كل مكونات العيش الكريم بتفقيره وجعله يذوق ألوان العذاب في كل أشكال عيشه اليومية كإخضاعه للأوامر الدكتاتورية العسكرية والزج به في منظومة الطوابير التي لا تنتهي والحرمان من أبسط المواد الغذائية كالعدس والدقيق والماء وغاز البوتان ، رغم أن الجزائر هي من أكبر المنتجين لهذه المادة في العالم …
عكس ما ينهجه المغرب باتباع سياسة خارجية راشدة ومعقلنه في إقناع الدول بواقع ملموس بعيد عن الترهات والكذب والبهتان ، محاولا استعمال وسائل الإقناع الواقعية التي أكسبت قضيته مصداقية وحضورا دوليين وموقفا بعيدا عن الشك والريبة … وعاش المغرب ولا عاش من خانه … وللحديث بقية …



