الشروق المغربية بقلم حسن المولوع
لا يجادل أحد في كون أن السيد مراد متوكل رجل إعلام بامتياز وله مسار معتبر في المهنة خاصة في الإعلام الرياضي الذي أبان من خلاله عن علو كعبه لسنوات طوال ، هذا إضافة عن حسن أخلاقه التي لا يمكن المزايدة عليها أو التنقيص منها …
كل هذه الأمور لا تمنع من قول كلمة حق بخصوص تسييره لندوة الناخب الوطني وليد الركراكي ، حيث أنه وبدون شعور أخرج ذلك الرجل المتسلط و “الحكار” من داخله ، حينما قام بقمع زميل له وسط الندوة وأمام عدسات الكاميرات ، فبغض النظر عن المستوى المهني لذلك الصحافي ، فلا يحق لمراد ممارسة الأستاذية عليه وقمعه بتلك الطريقة للتنقيص منه واحتقاره ، لأنه شاء أم أبى فهو زميل له ، ولكنه قام بقمعه امام غريب عن المهنة الذي هو وليد ، فالإخوة لا يفضحون سر بعضهم حتى أمام ابناء العم و هذه خلاصة من حكمة مغربية …
الصحافي قال رأيه وسط ندوة صحفية التي من المفروض أن يطرح فيها سؤالا ، لكن كان على الاعلامي مراد أن يتعامل بذكاء في هذه النازلة ويحول رأي الصحافي الى سؤال بدل قمعه ، كأن يشرح للركراكي مثلا بأن الصحافي طارح السؤال كان يريد أن يقول ” لماذا لم نعد نراك بجديتك المعهودة و بنفس مستوى مونديال قطر ؟” وتمر الامور بسلاسة ودون قمع ولا احتقار
وبالاضافة الى ذلك فدور السيد مراد متوكل بصفته المسؤول الإعلامي للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ليس الرد على الأسئلة حتى وإن أخطأ أي صحافي او صحافية ، فواجبه في تلك الفترة هو تسيير الندوة بلباقة ويوضح السؤال للركراكي إن كان السؤال المطروح غير واضح ، وليس من حقه ولا من حق غيره تقييم مستوى الصحافيين والصحافيات طالما أنهم يتوفرون على الشروط القانونية بحصولهم على تلك الصفة ..
صحيح أنه في بعض الندوات وخصوصا الرياضية تطرح اسئلة مخجلة من طرف البعض ، لكن هذا لا يعطي الحق لاي أحد بممارسة السلطوية والأستاذية على الغير ، فالمشكل يوجد في التكوين وفي التنظيم الذي يمنح البطائق المهنية ويمنعها عن الآخرين بهدف انتخابوي ، فاللوم على هؤلاء وليس على حامل البطاقة …
صدقا لقد صدمت كغيري من تعامل مراد متوكل مع الصحافي ، لقد تعامل معه باحتقار منقطع النظير وباستهزاء ، فلو كان ذلك الصحافي يشتغل بمنبر آخر مثل تلك المنابر التي يتم تمويلها من المال العام ، فلن يتجرأ مراد على التعامل بهذا الشكل ، ولو طبل الصحافي لوليد الركراكي فلن تجد مراد يقول له ” رأيك خليه عندك ” ثم يقول بعدها باستهزاء للركراكي : ” N’importe quoi”
كل التضامن مع الصحافة المغتصبة