Wednesday 4 December 2024

عصابة البوليساريو تتبنى الاعتداء الإرهابي على المدنيين في مدينة السمارة

الشروق المغربية

 تبنت جبهة البوليساريو الانفصالية مساء اليوم الأحد الهجوم الإرهابي الذي استهدف مدينة السمارة بالصحراء المغربية بمقذوفات أسفرت عن مقتل مدني وإصابة آخرين، في اعتداء يأتي بينما تتواصل الجهود الدبلوماسية من قبل المغرب والبعثة الأممية للصحراء للدفع بحل سلمي ينهي النزاع المفتعل.

وقالت وكالة الأنباء الصحراوية أن مقاتلي الجبهة شنوا هجمات جديدة على القوات المغربية المتمركزة في قطاعات المحبس والسمارة والفرسية، زاعمة أن الهجوم خلف خسائر فادحة في صفوف القوات المغربية، بينما الحقيقة التي وقفت عليها البعثة الأممية التي حضر أعضاء منها لموقع الاعتداء، استهدف المدنيين في السمارة.

وكانت الجبهة الانفصالية قد أعلنت في العام 2020 تحللها من اتفاق وقف اطلاق النار الموقع في تسعينات القرن الماضي بعد أن فتح الجيش المغربي معبر الكركرات وأنهى غلق عصابات البوليساريو للمعبر الحيوي الذي يصل المنطقة بموريتانيا ويشكل شريانا حيويا للعمق الافريقي.

وفي وقت سابق أعلن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالعيون، أنه تم تكليف الشرطة القضائية المختصة بإجراء بحث قضائي، إثر تسجيل وفاة شخص وإصابة ثلاثة آخرين نتيجة إطلاق مقذوفات متفجرة استهدفت أحياء سكنية بمدينة السمارة في الصحراء المغربية التي باتت في قلب نقاش أممي يشهد اعترافا دوليا متزايدا بمغربيتها.

وقالت السلطات المغربية إن أربعة انفجارات وقعت ليل السبت الأحد وطالت حي لازاب وحي السلام والحي الصناعي (انفجاران)، ألحقت أضرارا بمنزلين. وتوجهت السلطات المحلية والمصالح الأمنية والوقاية المدنية فور إشعارها إلى مكان الانفجارات.

وعهد الوكيل العام لفريق البحث القيام بالخبرات التقنية والباليستية الضرورية، للكشف عن مصدر وطبيعة المقذوفات المتفجرة التي تسببت في وفاة أحد الضحايا وإصابة ثلاثة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، من بينها حالتان حرجتان تم نقلهما للمستشفى بالعيون لتلقي العلاجات الضرورية.

وخلص إلى التأكيد على أن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالعيون سيحرص على ترتيب الآثار القانونية اللازمة على ضوء نتائج البحث.

وتم نقل المصابين بجروح خطيرة إلى مستشفى في العيون على بعد 200 كلم غرب السمارة البالغ عدد سكانها أكثر من 66 ألف نسمة. وتمكن المصاب الثالث من العودة إلى منزله بعد تلقيه الإسعافات الأولية من جروح طفيفة. وأظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي قسما منهارا من سقف منزل فارغ. وأظهرت أخرى حطاما معدنيا مجهول الهوية.

وتأتي هذه الانفجارات في وقت تتكثف فيه المساعي الأممية لحل النزاع المفتعل في الصحراء المغربية وفي الوقت الذي تتزايد فيه الاعترافات الدولية والإقليمية بمغربية الصحراء وبمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية التي تقترحها الرباط وتلقى تجاوبا كبيرا باعتبارها الحل الوحيد المنطقي والواقعي.

وتؤكد الرباط أن الصحراء أرض مغربية، لكن جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر تريد إقامة دولة مستقلة هناك وتعارض أي حل سياسي رغم مساعي الأمم المتحدة ودعواتها المتكررة لحل الأزمة سياسيا، وقد أعلنت الجبهة في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 تحللها من اتفاق وقف إطلاق النار والعودة لما سمته الكفاح المسلح.

ويشدد المغرب على أن الحكم الذاتي تحت سيادته هو الحل السياسي الوحيد لإنهاء النزاع في المنطقة، فيما يزداد اعتراف الدول في أنحاء العالم بمغربية الصحراء.

حفرة أحدثتها احدى المقذوفات في المنطقة السكنية بالسمارة
حفرة أحدثتها احدى المقذوفات في المنطقة السكنية بالسمارة

 وكانت إسرائيل أحدث دولة تعترف بسيادة المغرب على المنطقة في يوليو/تموز، وهي الخطوة نفسها التي اتخذتها الولايات المتحدة في العام 2020. كما افتتحت 28 دولة أخرى، معظمها أفريقية وعربية، قنصليات لها في الداخلة أو مدينة العيون

وجاء الاعتداء الإرهابي الذي تبنته البوليساريو بعد يوم من اختتام اجتماعات نظمتها الحركة الصحراوية من أجل السلام في العاصمة السنغالية داكار وهي الاجتماعات التي تبنت الطرح المغربي لحل النزاع في الصحراء المغربية.

وكانت عدة شخصيات دولية بارزة من ضمن المشاركين في الفعاليات بداكار بينها خوزي بونو وزير الدفاع ورئيس البرلمان الإسباني سابقا الذي شدد خلال مشاركته في افتتاح فعاليات المؤتمر السنوي الثاني لحركة “صحراويين من أجل السلام”، على أن “الوقت حان لإيجاد حل دائم وسلمي لمشكل الصحراء”، مؤكدا على أن “المبادرة المغربية هي الحل الأفضل لمشكلة الصحراء”.

وأكد أن هذه ليست وجهة نظره وحده “بل وجهة نظر الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبية كثيرة”، مضيفا خلال المؤتمر المنظم بالتعاون مع المركز الإفريقي للمعلومات الإستراتيجية، أن “الرباط كانت ملتقى لحركات التحرير الإفريقية، سواء في أنغولا أو الموزمبيق أو الجزائر أو الرأس الأخضر”.

وانطقلت فعاليات المؤتمر السنوي الثاني لحركة “صحراويين من أجل السلام” الجمعة في العاصمة السنغالية داكار، بحضور مسؤولين وسياسيين ودبلوماسيين وقادة سابقين من ثلاث قارات.

ودعت الحركة الصحراوية التي يرأسها حاج أحمد بارك الله إلى مؤتمرها شخصيات من أبرزها وزير الدفاع ورئيس البرلمان الإسباني سابقا خوزي بونو، ورئيس بوروندي سابقًا دوميتيان إنداييزي ووزير خارجية بيرو سابقًا ميغيل أنخيل رودريغيز ماكاي، ورئيس المعهد الأرجنتيني للدراسات الإستراتيجية أدالبيرتو كارلوس أغوزينو. كا شارك فيه رئيس الوزراء الاسباني الاسبق خوزيه زاباتيرو.

كما وجهت مجموعة من الصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف رسالة إلى المشاركين في أشغال المؤتمر، تعلن من خلالها مساندة الحل السلمي والتوافقي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، بعيدا عن المزايدات والنزاعات المدمرة.

وسجل المحتجزون في المخيمات، في الرسالة انضمامهم إلى “حركة صحراويين من أجل السلام”، باعتبارها “الفاعل الوحيد من بين المنشقين عن الجبهة الانفصالية التي تسعى إلى توحيد الكلمة بين الصحراويين. والدخول في حوار بناء ومباشر بينهم من القاعدة إلى القمة”، مشددين على أن هذا الحوار هو “الوسيلة التي ستجعلهم يتخلصون من الضغط الأجنبي وتلاعب الأيادي الخارجية بمصيرهم”.

واعتبر باعثو الرسالة أن انضمامهم إلى الحركة يعد بمثابة إعلان قوي عن وقوفهم ضد المماطلة في إنهاء هذا النزاع الذي عمر طويلا ودخل مرحلة الجمود داخل المنظمات الأممية، متسائلين “لا ندري إلى متى سيستمر الوضع على حاله، وإلى متى سنبقى آلية ضغط في بلد اللجوء الذي ينفرد بالقرار في ما يهم مصلحة شعبنا ويتكلم باسمه في تحديد لأولوياته”، في إشارة واضحة إلى النظام القائم بالجزائر.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *