د. عبد اللطيف سيفيا
ألازلنا نغوص في مجتمع ذكوري يراهن على فرض ضريبة الجنس على كل من أراد أن يمارس حقوقه الدستورية ليرغم مقابل ذلك على ممارسة الرذيلة ؟
ونحن الذين استبشرنا خيرا بالعهد الجديد الذي سيفصل بيننا وبين بعض الماضي الوسخ والملوث بالعديد من العادات والتصرفات المشينة التي كرسها الرعاع على المواطنين العزل والأبرياء بكل جاهلية وذمامة خلق .
وربما يذهب الكلام إلى طرح شيء من الغرابة ، إن لم نقل كثيرا منها ، في إقدام أشخاص من العيار الثقيل كثلة والخفيف مضمونا وإيجابية ، على ممارسة سلوكات لا أخلاقية وغريبة عن مجتمع راق وفي عصر تجاوزت فيه العلاقات صفة الوحشية و الحيوانية والبدائية والرجعية والاستغلال والاستبداد والعنصرية وما شابه ذلك من صفات التخلف التي تنخر مجتمعنا بسببهم وترديه فريسة في أجمة تمزقه مخالب الكبار وأنياب العمالقة من لوبيات السياسة والتحكم بجميع أصناف الحياة وميادينها التي تصب خيراتها في حقائبه وجيوبه التي لا تمتلئ أبدا حتى تمتلئ عيونهم بالتراب وتحتضن أجسادهم حفرة فارغة تنعدم لكل شروط الرفاهية والنعيم الذي انغمسوا فيه حتى الأذنين !
فكيف يعقد الأمل على مثل هذه الفصيلة البشرية كي تقوم بدورها في تحمل المسؤولية والقيام بالواجب العام الذي تم اختيارهم وانتخابهم لتوليها ، وبدل ذلك يجتهدون في اقتراف الموبقات وتبني الفساد وتغويله في المجتمع لجعله آلية تمكنهم من أهدافهم الخبيثة ومصالحهم الخسيسة وظلمهم الممنهج الذي يمهد لهم الطريق نحو دناءة المقصود بإفشاء اللاأخلاق وتشجيع الرذيلة وتعزيز موقف السفاهة ونشر ثقافة السخافة والتفاهة وضرب كل معايير الإنسانية في العمق ، حتى يسفه العاقل ويكذب الصادق ويعلو شأن نقيض الخير وتنقلب المفاهيم والموازين ويخلو لهم الجو ويستحوذون على الجمل وما حمل .
وليتهم كانوا بذلك جديرين ، وإنما سيكونون بمثابة محصلين للثروات والخيرات لأسيادهم الكبار الذين يسيرونهم من خارج الوطن كدمى متحركة تأتمر بأمرهم وترقص على إيقاعات أوامرهم الصاخبة التي تذهب فطنتهم وتدخلهم في هستيريا التكالب على من دونهم ونهش أجسادهم ومص دمائهم …
إنها فعلا لفاجعة كبرى أن نعايش دينصورات جنسية من النوع الراقي الذي يمثل مسؤولين كان بالأحرى لهم أن يمثلونا أحسن تمثيل ويكونوا لنا قدوة حسنة نقتدي بها في السراء والضراء…
لكن للأسف الشديد أن تفضح جرأة امرأة صامدة فساد مسؤول كبير أقل من صغير ، وما يصطلح عليه بالدارجة المغربية ” عقله في طيزه ” في استغلال موقعه للنيل منها جنسيا بدون موجب حق أو قانون ، وما خفي كان أعظم …
وإن عبر عن شيء فإنما يعبر عن وجوب إعادة النظر في مسؤولينا أمثال هذا الشخص النكرة وغيرهم ممن لطخوا سمعتنا واستباحوا بناتنا في الجامعات على يد من يحسبون أنفسهم على هيأة التعليم والتربية الذين تورطوا في ملف الجنس مقابل النقطة ، هؤلاء الأندال وكل من يمت إليهم بصلة ، الذين وجب أيضا التخلص منهم برميهم في القمامة وتسجيل أسمائهم بمداد الذل والعار في صفحة التاريخ المخزي ، حتى تستريح منهم البلاد والعباد … وللحديث بقية.