Thursday 18 April 2024

رسالة مفتوحة إلى الصويحفيين والمدَّعين ممن في قلوبهم مرض وعلى أبصارهم غشاوة .. الجزء الأول

د . عبد اللطيف سيفيا

الجزء الأول

بقية الحديث … كثيرا ما تم طرح عدة مشاكل ، ولازالت تطرح إلى يومنا هذا وبحدة ، يعاني منها قطاع الصحافة والإعلام من الناحية التنظيمية والتنظيرية والعملية استفحلت تراكمات تبعاتها بقوة في الأيام الأخيرة دون التفاتة جادة للقيمين على هذا القطاع الحيوي والهام والخطير في نفس الوقت ، إن أعددنا الجوانب التي يقيسها وما يمكن أن يحدثه في عمقها باعتباره شرخا يوسع الجراح أو بلسما يلملمها ويجمع اشلاءها ويعيد إليها الحياة والروح الطيبة باعتباره قطاعا مؤثرا بامتياز وفاعلا بكل ما تحمله الكلمة من معنى وما تذهب إليه من أبعاد قريبة وبعيدة المدى وعلى جميع الاصعدة وفي كل أوجه الممارسات اجتماعيا وثقافيا وحضاريا واقتصاديا وسياسيا وعلميا وتربويا وتوعويا ، وربطا بين الحضارات والأمم وغير ذلك مما يصب في صلب اهتمام الرأي العام المحلي والوطني والدولي ويعنيه ويشغل باله .

ولهذا الدور الكبير الذي تقوم به السلطة الرابعة والمسؤولية العظيمة التي تتحملها والمكانة الرفيعة التي يتبوأها صرحها العظيم هذا ، بصفتها تمثل الاتجاهات الحديثة للصحافة الدولية التي خلقت التواصل ويسرت الاتصال وجعلت المتلقي يعيش في خضم الأحداث ويتعايش معها ويتفاعل مع مجرياتها ، بل يفوق ذلك بخلق الحدث والتأثير في الخرائط السياسية والاقتصادية وغيرها ليصبح كفاعل فيها بشكل مثير ، مما يؤكد فاعلية الصحافة الحديثة وخاصة الرقمية التي تولدت عنها وانبثقت منها أجناس إخبارية أخرى متنوعة تمشي في سياقها وتحاصر العالم بما تنشره او تبثها على المباشر بواسطة اللاسلكي والاقمار الصطناعية وبسرعة ودقة فائقتين، مما يجعل كان لزاما علينا ، زميلاتنا وملاءنا الكرام جيوش الصفوف الأمامية في مهنة المتاعب ، أن نعقد العزم على السير في اتجاه العصرنة والرقي إلى المستوى الذي يرضي ضميرنا في خدمة البلاد والعباد ويرضي صاحبة الجلالة ، السلطة الرابعة ، التي فقدت كل مميزات التصنيف الإيجابي ، مما جعلها حرفة من لا حرفة لهم وملاذا للرعاع والرويبضات وأصحاب السوابق الإجرامية ومظلة للأميين والجهلة ومرتعا للمفسدين والمنحرفين ولكل من “تلفت” به الأيام وتهاطلت به الأزمان .
لنرق ، أيها الزملاء الأعزاء والزميلات العزيزات ، بمكانتنا وبمستوى تفكيرنا ومعاملاتنا ، ولا نرض دون الثريا موطئا لتطلعاتنا وآمالنا ، حتى لا نكون مفعولا به في تقويض الوضع ، بل يجب أن نكون فاعلين بالإيجاب في تطوير البلاد والعباد والرفع من مستوى ثقافة المواطنين وتحسين وعيهم بكل تصنيفاتهم وتلويناتهم ودرجات مواقعهم في المجتمع ، حتى نرقى بجميع مكونات البلاد ونساهم في رفعتها وازدهارها لنباهي بها الأمم الراقية والمتقدمة والرائدة التي يضرب بها المثل وتتخذ قدوة صالحة للخلف ونافعة للعامة والخاصة.
فكيف تصمتون أمام الظلم والطغيان وتتخلون عن مناصرة الحق المغبون وتسكتون وتتمادون في السكوت … والساكت عن الحق شيطان أخرس ، وتلجؤون إلى الجدران لتحتموا بظلها كلما حلت بكم مصيبة ، مثلما يحدث الآن من استهداف لمنظومة الصحافة والإعلام بصفة عامة ، كسلطة يجب أن تكون فاعلة لا مفعولا بها ، وتتغاضون عن العصف بها وبقيمتها وقدرها وأسسها وبعدد هائل يشكل الأغلبية العظمى من المنضوين تحت لوائها من مزاولي مهنة المتاعب ، الذين يلاقون المتاعب والمشاكل المفتعلة ليزج بهم في غياهب الزنزانات وتتم مصادرة حقهم في التعبير عن آرائهم وأفكارهم والقيام بالواجب المنوط بهم في نقل المعلومة وتنوير الرأي العام وفضح الفاسدين والمفسدين الذين وجدها فرصة سانحة لفرض سلطويتهم وجبروتهم باستهداف هذه المنظومة بتكريس صفات التصنيف والتمييز والتحقير في حقها وحق مناضليها ، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ، ومحاولة الطعن في اغلبية هؤلاء من طرف ذوي القربى الذين كان من المفروض عليهم الدفاع عن هذه الشريحة المناضلة من المجتمع التي تضحي بوقتها ومستحقاتها ومستحقات أبنائها وأسرها ، ناهيك عن مغامرتها بصحتها وحياتها وكل نفيس لديها في سبيل القيام بواجبها المهني والوطني والإنساني ، لتجازى بخروج المجلس الوطني للصحافة وأية صحافة ؟! بمعية حليفته النقابة الوطنية للصحافة المغربية ، بتخريجة جديدة تصب في ترسانة مدججة بأسلحة فتاكة همها الوحيد إضعاف شوكة منظومة السلطة الرابعة وهلهلة بنيتها ونسف مرتكزاتها وبعثرة أوراقها ، ألا وهي تخريجة الصدريات “الجيليات” التي تريد بها باطلا ّإيوا من هادي للگارو…ّ وما خفي كان أعظم ، الأمر الذي عجبت فيه أيضا لأناس رحبوا بقرار الجنين غير مكتمل الخلقة الذي ولد ميتا ، فرحبوا به كل الترحاب وأقاموا له العقيقة وخرجوا لاستقباله والاحتفال به بحفاوة التزمير والتطبيل والزغاريد ، يتراقصون على إيقاعات مجونية صاخبة يشمتون ويمشون الخيلاء ويثيرون النقع بألوان قوس قزح، ظنا منهم ان ذلك سيميزهم بالفعل عمن كانوا أسيادهم في المجال ، وسيرفع درجاتهم ويجعلهم في العليين ، في حين أنهم لازالوا لا يبارحون الحضيض أو أدنى من ذلك ، دليلا على سذاجتهم وهزالة تفكيرهم وضعف شخصياتهم باتباع خطوات الشياطين الذين يستدرجونهم إلى تكريس التفرقة وزرع بذور الشتات بين الزميلات والزملاء المناضلين ، غير آبهين بما لذلك من تبعات سلبية لا تعد ولا تحصى ، ولا يمكن التحكم فيها وتوقيفها لتستفحل وتنتشر كالمرض الخبيث في الجسد الصحفي والإعلامي وتنخره ليهون ويضعف ويصبح خرقة لمسح الأوساخ وحاوية نتنة لجمع النفايات السياسية وغيرها من الأمور التي تتسبب في ضرب المقومات الأساسية التي يقوم عليها المجتمع المغربي ومؤسساتنا السياسية والاقتصادية والتربوية و و و … وللحديث بقية.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *