Thursday 25 April 2024

مدرب سابق للفريق الوطني للتكواندو يفرشخ الرمانة ويفضح المستور

د. عبد اللطيف سيفيا

 

بقية الحديث … تكاثرت خرجات العديد من الأطر الرياضية الوازنة الممارسة تحت ألوية كثير من الجامعات الملكية المغربية الرياضية مستنكرين الأوضاع السائدة بها والخروقات الكبيرة لمسؤوليها والتسيب الذي فسح المجال في العديد من الأمور المصيرية التي تضر بالرياضة الوطنية وتشوه سمعتها وتلطخها بشتى الصور التي لا نرضاها كمواطنين نحب الخير لهذا الوطن وقائده وشعبه…

فقد أقدم الأستاذ عبد النبي سعودي مدرب جمعية الوفاق للتكواندو والرياضات بمدينة الفقيه بن صالح ومدرب سابق للفريق الوطني لنفس الرياضة والذي كانت مسيرته حافلة بتكوين بطلات وأبطال تركوا بصمتهم على الصعيد الوطني والعربي والإفريقي والدولي وحققوا نتائج مشرفة في عدة محافل داخل أرض الوطن وخارجه ورفعوا علم البلاد عاليا ومثلوا المغرب أحسن تمثيل ، على كسر الحواجز الحديدية للجامعة الملكية للتكواندو التي سبق أن أثرنا في الشهور القليلة الماضية مشكلها الذي طرح على الساحة الوطنية والذي تعلق بخروقات شملت إقصاء إحدى تلميذاته وهي بطلة مغربية شابة مقتدرة من العيار الثقيل ، من المشاركة في محفل رياضي دولي بالرغم من استحقاقها لذلك نظرا لما حصلت عليه من نتائج جيدة تخول لها تمثيل المملكة في مثل هذه التظاهرات ، بحيث قرر الأستاذ الخروج عن صمته والإفصاح عن الخروقات التي تنخر جامعتهم والفساد المستشري فيها الذي عمر طويلا ودام ما يفوق العشرين سنة مضت ، كان خلالها رئيس الجامعة ولا يزال يركب رأسه ويصول ويجول بلا حسيب أو رقيب ، ويتصرف في ميزانية الجامعة بطرق غير مشروعة وبعيدة عما يقبله العقل ويستوجبه العرف ويفرضه القانون ، مما أثار حفيظة المدرب الوطني السابق وجعله يخرج عن صمته ، مناشدا جميع الأطر في جميع الرياضات الالتحام والاتحاد والتعاون لمحاربة الفساد والدفاع عن حقوقهم في الحصول على امتيازات هي من حقهم تضمن كرامتهم وتؤمن لهم العيش الكريم ، حتى يستطيعوا القيام بواجبهم الوطني والمهني الجبار أحسن قيام وبكل أريحية ، والذي يلعبون دورا كبيرا من خلاله في تربية فلذات كبدنا على الاستقامة والأخلاق الحميدة ، موازاة مع تهييء الأجواء المناسبة لهم لممارسة الرياضة وشغفهم بها وانشغالهم عن كل ما من شأنه أن يجرفهم إلى الانحلال الخلقي وإبعادهم عن كل أنواع الموبقات واستعمال المخدرات إلى غير ذلك من أسباب التيه والضياع .
وقد لفت الأستاذ المدرب انتباهنا إلى معاناة العاملين بالقطاع من العديد من المشاكل التنظيمية والمادية والمعنوية تتمثل في عدم الاعتراف بهم كأطر تستحق العناية بالاستفادة كبقية أطر المجالات الموازية الأخرى في التربية والثقافة وغيرها الذين يتم توفير العديد من الامتيازات لهم انطلاقا من التغطية الصحية والضمان الاجتماعي وتغطية مصاريف العاملين بالأندية التابعة لجمعياتهم الرياضية من منظفات ومنظفين ومساعدات ومساعدين يتقاضون واجبهم الشهري الذي قد يتعذر تزويدهم به حسب الظروف التي قد تكون قاسية أحيانا ، وخير دليل على ذلك ما حل بهذه الجمعيات الرياضية منذ حلول جائحة كورونا وفرض الحظر الصحي الذي شل عملها وجعلها في مأزق كبير كبير لم تجد له من حل سوى الاعتماد على إمكانياتها الخاصة ، ناهيك عن حصة الإيجار الواجب دفعها لأصحابها ومستحقات الماء والكهرباء الواجب أداؤها شهريا دون تماطل ، دون أن تلتفت إليهم أي جهة مسؤولة لتعويضهم كبقية المواطنين والمؤسسات المتضررة من تبعات الجائحة ، وكأنهم نازحون من كوكب آخر .
فعلا لقد حلت بهم المصائب ليجدوا نفسهم عزلا ، لا من ينصفهم ويأخذ بيدهم ويؤازرهم أو يرد إليهم الاعتبار ، لدرجة أن حوالي تسعين بالمائة منهم يعانون الكساد وقصر اليد وقلة الحيلة في سد الرمق والحفاظ على المظهر اللائق بمرب وأستاذ مدرب يبذل الكثير من الجهد لصنع أجيال صالحة تحقق الانجازات الكبيرة والعظيمة التي سترفع من شأن البلاد في المحافل الدولية ، وبناء نساء ورجال الغد الذين سيحملون مشعل المجد والتقدم ، ويتحملون المسؤوليات الجسام ويقودون البلاد نحو شط الأمان والغد المشرق .
وليست هذه هي المرة الأولى التي يخرج فيها متضررون من الوضع المزري لأطر ومدربي الرياضات الفردية لترفع صوتها معبرة عن استنكارها للظلم والحيف الذي تتعرض إليه والفساد الذي يضرب بأطنابه في عمق المنظومة الرياضية المتكونة من جامعات عديدة ، كالجامعة الملكية للتيكواندو والجامعة الملكية للكراطي ، ترصد لها أموال طائلة من طرف الدولة لتسهر على تنظيم التسيير في مجالاتها والرفع من مردوديتها ونتائجها محليا وجهويا ووطنيا وإقليميا ودوليا لتلمع صورة المغرب رياضيا وتصنع بطلات وأبطالا مغاربة قادرين على رفع الراية المغربية عاليا في المحافل الرياضية الدولية .
لكن على ما يبدو فإن ذلك يبدو عسيرا ومستعصيا بسبب ما يعبر عنه العديد من الشرفاء المنتمين لهذه الجامعات من تدمر وعدم الرضا عما يمارس بهذه الجامعات الملكية من خروقات وتصرفات يندى لها الجبين ، جاءت على لسان من تجرأ على فضح المستور ، وما خفي كان أعظم ، بحيث تمكن المدرب والمربي الأستاذ حسن محترف الذي يمارس مهمة التدريب بإحدى أندية الكراطي بمدينة مراكش لعقود طويلة مكنته من تجربة أكاديمية وهائلة في الميدان ، والذي عبر بدوره عن استنكاره للعديد من الأمور والمجريات التي تعتمدها الجامعة الملكية للكراطي في ارتكاب خروقات كبيرة تتعلق بالتكوينات الجهوية والوطنية وغيرها مما يذر عليها أموالا طائلة توجب التتبع والمتابعة من طرف لجان اليقظة المختصة الممثلة لمل من الوزارات الوصية والقضاء المستقل للبحث في حقيقة صرف هذه الأموال وطرق تسيير هذه الجامعات التي يبدو وكأنها كيانات مستقلة عن الوزارات الوصية وعن الدولة المغربية ، حسب ما يستنتج من خرجات العارفين بالميدان الثائرين عن الوضع بجامعاتهم .
فكفانا من العشوائية في التسيير واللعب بمصير البلاد والعباد ، وليقم كل مسؤول بمهامه كما يجب ، أو ليترك هذه المسؤوليات لمن هم أجدر بها وأنسب ، ممن لهم رغبة حقيقية في خدمة هذا الوطن ، كما جاء في خطابات الملك السامية ، التي كانت تحمل رسائل واضحة في هذا الصدد.
والغريب في الأمر أن رائحة الفساد المستشري في قطاع الرياضة قد فاحت منذ سنين طويلة ، دون قيام أي جهة معينة بتكليف لجان لتتبع ومحاسبة الجناة أو تبرئتهم من المنسوب إليهم ، رغم العديد من الخرجات الاستنكارية والفاضحة للفساد التي تعبت من النفخ في مزاميرها لإخراج الثعابين من جحورها دون جدوى ، وكأن المسؤولين بهم صمم وعمى وعلى رأسهم الطير ، مما يجعلنا نشكك فيما يحدث ونستنتج رغم أنفنا ، بأن الأمر فيه إن وأخواتها من أدوات النصب مع سبق الإصرار والترصد !
وخاصة أننا نلاحظ في العديد من الجامعات الرياضية ، إن لم نقل كلها ، وكأنها قد تم تمليكها وتحفيظها وتسجيلها في السجل العقاري باسم بعض الأشخاص سامحهم الله ، الذين بقوا قابعين على كراسيها لحوالي عقدين من الزمن أو ثلاثة عقود بالتمام والكمال ، وأصبحت تسمى باسمائهم الشخصية ، كجامعة فلان وفرتلان ، دون تسميتها باسمها الحقيقي وصفة الرياضة التي تمثلها ، لدرجة أننا أصبحت تخامرنا فكرة أن هؤلاء سيصحبون معهم هذه المناصب والكراسي إلى اللحد المظلم والفارغ والموحش ، غير مبالين بمصيرهم الحتمي بأنهم لا يمكن أن يدوموا فيها ، أي في الحياة على وجه الأرض الفانية ، لأن الدوام لله سبحانه وتعالى ، والعبرة لمن اعتبر … وللحديث بقية .

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *