Saturday 8 November 2025

اعادة الايواء بمدينة زناتة الجديدة تجربة فريدة في القضاء على اكبر التجمعات الصفيحية بالمغرب تحت إشراف شركة لاساز والسلطات المحلية

الشروق المغربية : سفيان لفضالي

أصبح من المعتاد ونحن نتصفح مواقع إلكترونية على الإنترنت وهي تزخر بمختلف الأنباء السياسية،والأخبار الاجتماعية والفنية،من كل حدب وصوب أن تطالعنا عشرات الأخبار والأحداث المكتوبة والمرئية سيَما بعض الفيديوهات التي تسعى إلى تسليط الضوء على وقائع بارزة ومهمة.
وأمام تنوع المصادر التي تروم تحقيق نسب متابعة عالية كهدف أساسي،دون الغوص بحثًا في الظروف وإحاطةً بالأسباب الموضوعية والمنطقية،فإنّ فهْم الحقيقة يظل نسبيا أو بالأحرى مستبعدا ليس ذا أهمية.
وبذلك تكون الإستعاضة بالبُوْوْز والتْرنْد كلغة حسابية تتوسل بالصورة والمشهد المصور الدراماتيكي الذي يعزف على وتر المؤثرات الاجتماعية والتأثيرات النفسية لاستجداء التعاطف والتأييد وحتى الضغط على شارات الإعجاب والجيمات،عن الاهتمام بجوهر الموضوع وتشخيص الواقع ودراسة الوقائع والاحاطة بمسبباتها والوقوف على نتائجها وقفة المتأمل والناقد.
تجدر الإشارة إلى أن الخطاب المرئي المصوَّر بات يلعب دورا هاما في تبليغ الرسالة وتحقيق الغايات،معرفيةً كانت أو ترفيهية.كما أن هناك صفحات جادة ومسؤولة ولَجت مجال التصوير بُغية الوصول إلى أكبر عدد من المتابعين دون أن تحِيد عن القواعد الموضوعية والأسس العلمية الرزينة فجمعت بين الشكل والمضمون،المتن والمعنى،النص والدلالة بشكل موفق وناجع.
وبالنظر إلى ما يحفل به المشهد المحلي بجماعة عين حرودة من حركية مهمة مست النسيج السوسيو اقتصادي على ضوء تقدم عمليات برنامج إعادة الإيواء التي تستهدف أكثر من 8000 أسرة من ساكنة دور الصفيح وملاك الأراضي وساكنة الكابانونات يبدو طبيعيا أن تطفو إلى السطح مجموعة من الحالات الفردية التي تجد في مواقع الصفحات الاجتماعية مَوْلجا مناسبا لعرض حالتها الاجتماعية،متوسلةً بكل الوسائل والعبارات والأساليب التي تنهل من قاموس المظلومية وتدعي الإقصاء والحرمان من الاستفادة من حقها في السكن،أو تشتكي نوع الاستفادة السكنية،دون الإشارة والتطرق للأسباب الموضوعية التي على ضوئها اخذت اللجنة المحلية قرارها والذي يراه المشتكي في الغالب مُجحفا ومنحازا لانه لا يوافق هواه،وهي قرارات تنسجم مع المعايير المعتمدة تُلزم على أفراد اللجنة المحلية التقيُّد بها.
أضفْ إلى ذلك أن عملية الإيواء وهي تشارف على نهايتها قد دخلت مرحلة فاصلة من خلال صدور مجموعة من الأحكام القضائية في حق قاطنين لم يقبلوا بمقترحات اللجنة المحلية مما حذا بها الى نهج اسلوب منفتح على المقاربة الاجتماعية الإنسانية من خلال الاجتهاد في اقتراح حلول ترمي إلى تقريب المسافة بينها وبين المستفيد الذي يكون في الغالب خارج لائحة المعايير.
وتجب الاشارة إلى هناك حالات كثيرة حالفها التوفيق وقبلت بالتقدم قُدما في مفاوضاتها من خلال القبول بحلول وسطى تحفظ كرامتها وتلبي مطلبها بعيدا عن التعصب والجشع والطمع في تحقيق اغراض غير مشروعة وهو الاتجاه الذي باركه العديد من السكان والمواطنين وجل الجمعيات والمنتخبين الذين يقرون بدور السلطات المحلية في إنجاح برامج إعادة ايواء دور الصفيح بعين حرودة سواء المنتقلة إلى مدينة زناتة الجديدة او جماعة بني يخلف.
هذا الاعتراف بدور اللجنة المحلية في ملامسة النجاح وبلوغ الأهداف المنشودة يظل يقينا راسخا مقارنة بمدن مجاورة لم تستطع مباشرة عمليات إعادة التوطين والادماج دون الوقوع في مصادمات ومشاحنات وصلت إلى حد استعمال القوة وتدخل رجال الأمن والتدخل السريع،في حين ان الدور التحسيسي والتوعوي الذي مافتئت تقوم به السلطات الإقليمية والمحلية عبر اللقاءات المباشرة مع المواطنين داخل الدواوير وداخل مقر شركة التهيئة زناتة ساهم في إنجاح المشروع من خلال تسليط الضوء على مشروع حداثي ملهم يتغيأ تحقيق شروط التنمية المستديمة وتوفير آلاف من فرص الشغل والتأهيل الذاتي للعنصر البشري إن على مستوى البنى التحتية ومؤسسات التكوين المهني او تبسيط ظروف الادماج الاجتماعي داخل بيئة توفر شروط النجاح وتستقطب مشاريع تنموية ضخمة،وهو نجاح مبهر وملهم في نفس الوقت بالنظر إلى أن عملية الإيواء لما يقارب 9000 أسرة تمت في خضم ثلاث سنوات فقط.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *