Wednesday 23 April 2025

حديقة الكتب تجربة تربوية ثقافية تعزز شغف الأطفال بالقراءة والإبداع

حكيم السعودي
نظمت جمعية الشعلة للتربية والثقافة فرع الحي المحمدي، ضمن فعاليات أيام الشعلة للطفل، نشاطًا تربويًا ثقافيًا بعنوان “حديقة الكتب” يوم الأحد 29 دجنبر 2024، في منتزه بشار الخير بالحي المحمدي. جاء النشاط تحت شعار «الكتاب… شرفات على العالم والمستقبل»، ليؤكد أهمية الكتاب كنافذة للتعلم والتطور، وجسر يربط الحاضر بالمستقبل.واستهدف هذا النشاط، الذي استقطب أزيد من 500 طفل، تعزيز ثقافة القراءة وتشجيع الأجيال الصاعدة على اكتشاف عوالم الكتاب، حيث تم تصميم البرنامج ليجمع بين المتعة والتعلم في بيئة مفعمة بالحيوية.
شهد هذا الحدث مشاركة الأطفال وأولياء أمورهم في مجموعة متنوعة من الورشات التي أظهرت التنوع الثقافي والإبداعي لهذا النشاط،حيث توزعت الفعاليات على عدة فضاءات تهدف إلى تنمية مهارات الأطفال المختلفة. في ورشة الحكي، أتيحت للأطفال فرصة استكشاف قوة السرد في التعبير عن الأفكار وتجسيدها، بينما في ورشة التعبير الجسدي، تعلموا كيفية استخدام حركاتهم للتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم. إلى جانب ذلك، قدمت ورشة التصوير فرصة للأطفال لاكتشاف فن توثيق اللحظات، في حين أطلقت ورشة الرسم العنان لخيالهم الفني. لم تغفل الفعالية أهمية المهارات اللغوية، حيث أُقيمت ورشة الإلقاء الإذاعي التي ساعدت الأطفال على تحسين قدراتهم في التحدث والتعبير أمام الجمهور، إلى جانب مجموعة من المعامل التربوية التي شجعت على التفكير الإبداعي وحل المشكلات.
وسط هذا التنوع، وفرت “حديقة الكتب” فضاءً خاصًا للعب والتنشيط التربوي، مما أضفى على الحدث أجواءً ترفيهية مبهجة وجعل التجربة متكاملة تجمع بين التعليم والترفيه.ان النشاط لم يكن مجرد فعالية منفردة، بل شكل انطلاقة لبرنامج شامل تحت عنوان “تعزيز قدرات التلميذات والتلاميذ من خلال الأنشطة الثقافية والفنية”، الذي تنفذه جمعية الشعلة بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة عين السبع الحي المحمدي، والمديريتين الإقليميتين لوزارتي التربية الوطنية والشباب والثقافة، وبتعاون مع مقاطعة الحي المحمدي.
و حسب تصريح الصديق الراشدي ” ان هذا التعاون المؤسسي يعكس رؤية متكاملة لخلق بيئة تربوية غنية تستهدف تطوير مهارات الأطفال وتنمية مواهبهم. يمثل البرنامج نموذجًا للشراكات المثمرة بين مختلف الفاعلين المحليين من أجل الارتقاء بالثقافة والتعليم، مع التركيز على الأطفال باعتبارهم حجر الأساس لبناء المستقبل”.
” و اردف قائلا:”حديقة الكتب” لم تكن مجرد حدث ثقافي بل تجربة تعليمية عميقة أتاحت للأطفال فرصة لاكتشاف إمكاناتهم والمساهمة في تعزيز شغفهم بالمعرفة. كما أظهرت الفعالية أهمية الأنشطة الثقافية والفنية في بناء شخصية متوازنة، قادرة على التفاعل مع المجتمع ومواجهة تحديات المستقبل”.


تشكل هذه المبادرة دعوة مفتوحة للاستثمار في الثقافة كوسيلة للتنمية البشرية، وتعزيز الشراكات الفاعلة التي تضع الأطفال والشباب في صميم برامجها. “حديقة الكتب” ليست فقط نشاطًا، بل رؤية لمجتمع يتبنى المعرفة طريقًا للنمو والازدهار.للإشارة فان نشاط “حديقة الكتب”، بدت ملامح الرضا والسعادة واضحة على وجوه الأطفال وأولياء أمورهم، الذين أشادوا بجودة التنظيم وغنى المحتوى. عبّرت السيدة فاطمة، إحدى الأمهات المشاركات، عن امتنانها قائلة: “لقد كانت تجربة مدهشة لأطفالي، حيث تمكنوا من التعلم والاستمتاع في الوقت نفسه، هذه الأنشطة تترك أثرًا عميقًا في نفوس الأطفال وتشجعهم على حب القراءة والإبداع.”
هذه الكلمات تعكس أهمية مثل هذه المبادرات التي تربط بين التعلم والمتعة، وتساهم في غرس قيم إيجابية لدى الأطفال منذ سن مبكرة. فبفضل أنشطة مثل “حديقة الكتب”، يمكن تحقيق أهداف تربوية بعيدة المدى تتمثل في تعزيز قدرات الأطفال، وإعدادهم ليصبحوا أفرادًا فاعلين في مجتمعهم. على الجانب الآخر، أكد مسؤولو جمعية الشعلة للتربية والثقافة فرع الحي المحمدي على التزامهم بمواصلة العمل لتنظيم فعاليات وبرامج مماثلة، مؤكدين أن الاستثمار في الأنشطة الثقافية والفنية ليس مجرد خيار، بل ضرورة تفرضها التحديات التنموية. أشار السيد أحمد بنجلون، رئيس الفرع، إلى أن “النجاح الذي حققته هذه الفعالية يعكس الحاجة الماسة لمثل هذه الأنشطة التي تجعل الثقافة متاحة للجميع، خاصة للأطفال الذين يمثلون الأمل في بناء مستقبل أفضل.” ويتطلع القائمون على الجمعية إلى أن يصبح برنامج “تعزيز قدرات التلميذات والتلاميذ من خلال الأنشطة الثقافية والفنية” منصة مستدامة لتنمية مهارات الأطفال والشباب، ومثالًا يحتذى به لباقي الجمعيات والمنظمات.
في هذا الحدث الثقافي الممتع، لا يسعنا إلا الإشادة بالجهود المبذولة من جميع الشركاء والداعمين الذين ساهموا في إنجاح “حديقة الكتب”. هذا النشاط ليس مجرد مناسبة عابرة، بل خطوة حقيقية نحو بناء مجتمع أكثر وعيًا وثقافةً، حيث يُنظر إلى الكتاب كرمز للتطور، وشرفة تطل على مستقبل مليء بالإمكانيات الواعدة.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *