عزالدين النسوي
في لقاء حضره عدد من أعضاء حزب التجمع الوطني للأحرار في ميلانو الايطالية، دعا الامين العام للحزب عزيز أخنوش ، الى محاربة من قال فيهم ” كيديرو السب والقدف “، ثم جاء على لسانه ” ماشي العدل لي غادي يدير العدل ضد واحد سب، لمغاربة لي نقصاه التربية خصنا نعاودو ليه التربية ديالو “، القضية التي هزت الرأي العام لكون المغاربة ” خصاهم التربية “، فاذا كان عزيز اخنوش وحكومته يصرفون الملايير ولا يستطيعون تربية الشعب فأولى بهم تقديم استقالتهم من الحكومة ، وتركها لمن هو أجدر وأحق بها. منهجيتك هذه { السيبة } التي وظفها الكثير من الشخصيات السياسية والعسكرية المغربية ضد الشعب المقهور ستصل الباب المسدود ولا يمكن فرضها على الشعب المغربي باسم الديمقراطية .
المغاربة في مستوى التحديات وفي مستوى المسؤولية ولا تنقصهم تربية، ولعل أكبر مثال التتويج الذي يحظى به الشباب المغاربة، عبر العالم في المجالات الفنية والتقنية والفكرية والعلمية…يؤكد على أن الذات المغربية في صحة جيدة، وقادرة على مقاومة كل الجراح التي تغزو جسدها من أمثالكم، ولذلك لابد من احترام هذا الذكاء الجماعي ومنح أمثال هؤلاء الشباب المكانة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية اللائقة بهم بين الامم، وذلك لن يتحقق الا من خلال القضاء على جدور الفساد التي خلفتموها، وتوظيف الذكاء الجماعي في التأسيس للمشروع الدمقراطي-التنموي المنشود.
السياسات التي تنهجها حكومتكم، لن تبدد ضياجر اليأس وسواد الوجوه المربدة للمغاربة، ولن تلهب حماس الشعب المغربي لكي يركب قواه ولن تغنية عن أرادة الفعل التي تنقصكم، من ينهج سياسات لمداويخ وسياسة طحن مو على المواطن المغربي البسيط، والتي كان أحد ضحاياها محسن فكري الذي دافع عن حقه ورزقه وأهين في كرامته، هؤلاء من تنقصهم التربية، أين كنتم والاحزاب السياسية عند حرق العلم الوطني أمام ناظري الرأي العام، إن كنتم تطالبون بالديمقراطية؟ المساس بالعلم الوطني خط أحمر ويبقى من المقدسات بالنسبة للشعب المغربي، كنا كمواطنين عاديين ننظر صدور بيان من طرفكم توضحون فيه موقفكم من هذه النازلة الشنيعة إن كانت فيكم ذرة من حب الوطن، فضيحة زين العابدين الحواص مول 17 مليار التي نهبها رئيس جماعة في ظرف وجيز من اشتغاله، في جماعة تعد من أفقر الجماعات في المغرب، والذي ظهر على شريط فيديو التقط خلسة وهو يخاطب داخل بلدية حد السوالم احدى السيدات بالحرف ” غادي نطحن مك “، اضافة الى مجموعة من الخروقات من بينها عجز الجماعة عن دفع الضرائب المتراكمة عليها، ومشاكل أخرى ذات صلة بالعقار، أليس هؤلاء من تنقصهم التربية الموجودين في هرمكم الفاسد ؟ وفاة الطفلة “هبة” بمدينة سيدي علال البحراوي، التي لقيت مصرعها حرقا وقدماها تطلان من سياج نافدة ،ما أثار غضب واستياء المواطنين المغاربة وتوجيه أصابع الاتهام لحكومة سعد الدين العثماني، وكل الاطراف المسؤولة، وعلى رأسها الجهات التي سمحت بدخول شاحن كهربائي من عينة رديئة ،أليس هؤلاء من تنقصهم التربية؟ فضيحة ملعب الرباط مع الوزير السابق محمد أوزين، الذي ثم تفويت ميزانيته لذوي القربى والاصدقاء، ولم يرى فيه الشعب المغربي إلا ” الكراطة” و ” البونج” والشوهة للكرة المغربية، أو المسؤول عن تشيد ملعب بتارودانت بمجرى الوادي، الذي راح ضحيته العشرات من المواطنين، والأمثلة كثيرة لمن تنقصهم التربية حدث ولا حرج.
الاحتقار، والتهميش، والتكبر، والتطاول على الشعب المغربي، أصبح عادت مشينة لدى السياسين والوزراء المغاربة،فمحمد بوسعيد وزير الاقتصاد والمالية السابق، وصف من قبل المقاطعين ب ” لمداويخ “، ومحمد يتيم الوزير المعفى من حكومة الكفاءات، الذي قال ” انا ماشي مواطن أنا وزير ” و الوزير السابق عبد السلام الصديقي الذي أساء للمغاربة بقوله ” كنسرح بنادم ” وهو أسلوب لا يليق بوزير، أو البرلماني الذي خرج عن المألوف وسمح لنفسه بالقول المستباح المجسد ( لقلة الحياء) أمام أنظار الشعب المغربي في قبة البرلمان ” اللي عاطينا اختو يجي يديها ” كلها دليل على التكبر واحتقار المواطن المغربي .
لقد أضحى وطني، وطن القهر والقمع، و طن النسيان والاحزان، وطن فقدان الامل، وطن البطالة والاقصاء، وطن باك صاحبي، وطن قليل من الاغنياء وكثير من الفقراء.
الله يهدي مخلق
مقال أكثر من رائع تاحية خالصة لك أستاذ عزالدين يستحق النشر على اوسع نطاق.